فالطيب، الذي لُقب مؤخرًا بـ«نائب الجولات الميدانية»، لا يكتفي بتقارير المكاتب أو المراسلات الرسمية، بل يفضّل النزول إلى أرض الواقع بنفسه، مستمعًا إلى المرضى، متفقدًا المستشفيات، ومتابعًا طواقم العمل لحظة بلحظة، موجهًا بتصحيح القصور فورًا دون انتظار الاجتماعات أو المكاتبات.

ومن المنيا، مرورًا بالدلتا ووصولًا إلى البحيرة والإسكندرية ، قاد نائب الوزير سلسلة من الزيارات المفاجئة خلال الأسابيع الماضية، تابع خلالها واقع الأداء داخل المستشفيات الحكومية، وما تحتاج إليه من تطوير عاجل لضمان خدمة صحية تليق بالمواطن المصري.

ووجّه الطيب بتوفير الاحتياجات العاجلة فورًا، وتكليف فريق تفتيش بمتابعة انتظام العمل والانضباط الإداري، مع التحقيق في أي شكاوى تتعلق بسوء التعامل أو التأخير.

وأشاد «الطيب» بمستوى الخدمات المقدَّمة في مستشفى الصدر، مثنيًا على أداء الطاقم الطبي والعاملين، ووجّه بصرف مكافأة تقديرًا لجهودهم المتميزة في خدمة المرضى.

كما تفقد نائب الوزير عددًا من الوحدات الصحية في مركز ملوي، مؤكدًا أن سياسة الوزارة الجديدة تعتمد على «المتابعة الميدانية المباشرة» كأداة أساسية لرفع كفاءة الخدمات، وليس الاكتفاء بالتقارير المكتوبة.

وعقب الجولة، أصدرت مديرية الصحة بالمحافظة خطة عاجلة لإعادة توزيع الكوادر الطبية وتحسين كفاءة أقسام الطوارئ والرعاية المركزة.

ففي الدقهلية، شملت الجولة مستشفيات المنصورة الدولي والمنصورة التخصصي وشربين المركزي، إلى جانب المعهد الفني الصحي بالمنصورة.

وخلال تفقده وحدتي طب أسرة البرامون والبدالة الصحية، وجّه بإحالة المتغيبين عن العمل والمخالفين للتحقيق الفوري، كما تفقد المعمل وعيادة الأسنان، ووجّه بإعادة توزيع أطباء الأسنان على الأماكن الأكثر احتياجًا. كما تفقد الصيدلية وتأكد من توافر جميع الأصناف الأساسية.

وفي كفر الشيخ، أجرى «الطيب» جولة مسائية مفاجئة بمستشفى كفر الشيخ العام، حيث أعرب عن استيائه الشديد من غياب عناصر الأمن والنظافة. ووجّه بفسخ التعاقد مع الشركة المسؤولة عن هذه الخدمات فورًا، والإسراع في التعاقد مع شركة بديلة تضمن الانضباط الكامل وسلامة المرضى والأطقم الطبية.

كما قرر إحالة الطاقم الإداري بالمستشفى إلى التحقيق بسبب التقصير في أداء المهام، مع توجيهات عاجلة بتعزيز القوى العاملة من الأطباء والإداريين لضمان انتظام العمل وتحسين مستوى الرعاية المقدَّمة.

أما في الغربية، فقد أجرى نائب الوزير جولة مفاجئة شملت مستشفى قطور المركزي ووحدة رعاية طفل قطور، حيث قرر إعفاء مديرة إدارة الصيدلة من منصبها، وإحالة المتغيبين عن العمل في مركز رعاية أولية برما إلى التحقيق.

فخلال زيارته مستشفى إيتاي البارود، وجّه بإنهاء التعاقد مع شركة الأمن والنظافة الحالية فورًا، والتعاقد مع شركة بديلة لتحسين مستوى الخدمات، كما وجّه باستبدال مقاعد استراحة المرضى بشكل عاجل لتوفير بيئة مريحة للمرضى ومرافقيهم.

كما شكّل لجنة لدراسة الخطة الاستثمارية لتطوير المستشفى ورفع كفاءتها، وأكد ضرورة الالتزام بصيانة المصاعد في مواعيدها المحددة لضمان سلامة الاستخدام، وقرر صرف مكافأة لعدد من أفراد هيئة التمريض تقديرًا لتفانيهم وكفاءتهم في أداء مهامهم.

وأجرى نائب وزير الصحة جولة ليلية مفاجئة لمستشفيات شرق المدينة ورأس التين وجمال عبدالناصر بالإسكندرية، ووجّه بإجراءات عاجلة لتحسين الخدمات الطبية، شملت إحالة المتغيبين عن العمل بمستشفى شرق المدينة دون إذن للتحقيق لضمان الانضباط الإداري.

كما أصدر توجيهات بإعادة توزيع طفايات الحريق وفق اشتراطات السلامة، وتفعيل معمل الطوارئ بالتنسيق مع الجهات المعنية لتسريع تشغيله، واستبدال الفرش غير الطبي لتوفير بيئة عمل آمنة ومريحة للعاملين والمرضى، مع إعداد تقرير دقيق باحتياجات المستشفى من القوى البشرية لدعم منظومة العمل.

وفي مستشفى رأس التين، وجّه مديرية الشؤون الصحية بتقييم أداء شركة الأمن والنظافة المتعاقدة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين مستوى الخدمات، كما اطّلع على احتياجات المستشفى، ووجّه بالتنسيق مع إدارة الأشعة بالوزارة لإصلاح أعطال أجهزة الرنين المغناطيسي والأشعة العادية والسونار، حيث بدأت الإجراءات فورًا خلال الجولة، وأحال المتغيبين عن العمل دون إذن للتحقيق لضمان استمرارية الخدمة على مدار الساعة.

وأضاف: "رغم وجود بعض التحديات، التي لا تُذكر أمام حجم العمل الجبار، فإننا نعتذر عنها ونعمل جاهدين لمعالجتها وتلافي أي سلبيات، لضمان استمرار الارتقاء بالمنظومة الصحية.. شكرًا لكم على عطائكم اللا محدود".