بملامحه المصرية الأصيلة، وكرم أبناء الجنوب، وإنسانية ورحمة الطبيب، يقف الدكتور محمد حساني بكل إصرار وتجرد خلف الكثير من قصص النجاح داخل ديوان وزارة الصحة، لكنه دومًا يرفض الظهور أو الحديث عن جهده صراحة أو تلميحًا، إيمانًا ويقينًا منه بأن "ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
يُعد الدكتور محمد حساني واحدًا من أبرز الوجوه الطبية في وزارة الصحة خلال السنوات الأخيرة، بعدما ارتبط اسمه بإطلاق وتنفيذ أكبر المبادرات الرئاسية في مجال الصحة العامة، التي استهدفت الكشف المبكر وعلاج الأمراض المزمنة، ووصل صداها إلى كل بيت في مصر، لتصبح علامة فارقة في المنظومة الصحية.
أثرى الدكتور حساني المكتبة العلمية بمجموعة من الأبحاث المنشورة في دوريات دولية محكمة، فضلًا عن مساهمته في تأليف فصول متخصصة بكتب عالمية حول أمراض الكبد ومضاعفاتها، كما يشغل عضوية هيئات التحرير في عدد من المجلات الطبية المرموقة، ويعمل مُحكِّمًا علميًّا بها.
والعام الماضي، فاز الدكتور محمد حساني بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية.
ولعب الدور المحوري في المبادرات المنبثقة عن "100 مليون صحة"، والتي تقترب من 14 مبادرة صحية لتشمل كل أفراد الأسرة المصرية، بما في ذلك مبادرات: مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، وعلاج السمنة والتقزم والأنيميا بين طلاب المدارس، وصحة المرأة، والعناية بصحة كبار السن، والعناية بصحة الأم والجنين، والكشف المبكر عن الأورام السرطانية، وفحص المقبلين على الزواج، ودعم الصحة النفسية والتدخل المبكر لاضطرابات طيف التوحد.
وحازت المبادرات التي قادها حساني إشادة من منظمة الصحة العالمية، واعتُبرت نموذجًا يمكن تكراره في دول أخرى لمكافحة الأمراض المزمنة والوقاية منها، ولعل آخر هذا التكريم إعلان منظمة الصحة العالمية وفريق العمل المشترك بين وكالات الأمم المتحدة للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، فوز مصر بجائزة دولية مرموقة ضمن جوائز عام 2025، تقديرًا لجهودها المبتكرة والفعالة في الوقاية من السمنة ومكافحتها، وهي تلك الجائزة التي تسلمها د. محمد حساني خلال زيارته لمدينة نيويورك على هامش فعاليات الدورة 80 للأمم المتحدة.
وأصبح اسم الدكتور حساني مرادفًا لمفهوم "الصحة الوقائية" التي تسعى الدولة لترسيخها، عبر فحوصات مبكرة وتدخلات علاجية سريعة، بدلًا من انتظار تفاقم المرض، ورغم الطابع الإداري لمنصبه، حافظ الدكتور محمد حساني على حضوره كطبيب يرى أن رسالته الحقيقية تكمن في حماية صحة المواطنين، فلا يزال يحافظ على تواصله بمعهد الكبد مع زملائه ومرضاه.