نجح فريق طبي متعدد التخصصات بمستشفى الشيخ زايد التخصصي بأمانة المراكز الطبية المتخصصة، في إجراء جراحة دقيقة ومعقدة لإنقاذ حياة شاب أصيب بتهشم قوي لعظام الجمجمة وتهتك وخروج لأنسجة المخ إثر حادث اصطدام مروع.
وقال الدكتور صلاح جودة، مدير عام مستشفى الشيخ زايد التخصصي، إن طوارئ المستشفى استقبل حالة شاب يبلغ من العمر 35 عامًا، إثر حادث سير، وبمناظرته من قبل أطباء الطوارئ، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والأشعة المقطعية على المخ والصدر والبطن والحوض والعمود الفقري، تبيّن وجود شرخ في الفقرة العنقية السابعة والفقرة الصدرية الثانية عشرة، وتهشم وفقدان جزء كبير من عظام الجمجمة، وتهتك وخروج لأغشية المخ، ونزيف تحت الأم العنكبوتية، مع اشتباه وجود جسم غريب.
وقام أطباء الطوارئ بتقديم الإسعافات الأولية اللازمة لاستقرار الحالة سريريًا، ووضعه على جهاز التنفس الصناعي.
وعلى الفور تم عرض الحالة على لجنة طبية متعددة التخصصات، ضمت أطباء جراحة المخ والأعصاب، وجراحة التجميل، والتخدير، وقررت اللجنة عمل رقعة جلدية لإصلاح التهتك بالجمجمة والحفاظ على أنسجة المخ، مع إقرار العلاج التحفظي لكسور الفقرات العنقية، ليتم نقل المريض إلى الرعاية بعد استقرار حالته بالطوارئ تمهيدًا لدخوله العمليات.
وفي سياق متصل، تمت مناظرة الحالة من قبل تخصصات جراحة المخ والأعصاب، وجراحة التجميل، والتخدير قبيل العملية، ومن ثم تقرر إدخالها غرفة العمليات على وجه السرعة تجنبًا لحدوث مضاعفات قد تؤدي إلى تلف بأغشية وأنسجة المخ.
أجرى فريق جراحة المخ والأعصاب، بقيادة أ.د محمد عبد الهادي استشاري ورئيس القسم، جراحة استكشافية تبين خلالها وجود شظايا عظمية ضاغطة على الأم الجافية، إضافة إلى نزيف تحت الأم العنكبوتية، حيث قام الفريق بإزالة الشظايا العظمية باستخدام الميكروسكوب الجراحي، وإصلاح الأغشية المخية، والسيطرة على النزيف بقاع المخ وإيقافه.
كما قام فريق جراحة التجميل، بقيادة أ.د وائل الشاعر استشاري ورئيس القسم، بإصلاح فقدان الأنسجة الرخوية والعظمية بمنطقة فروة الرأس من خلال استعاضة الجزء المفقود، وذلك بعمل سديلة جلدية موضعية، وترقيع جلدي، واستخدام بدائل للجلد (Dermal Substitute) في إطار عملية إعادة بناء كاملة لأنسجة فروة الرأس (Reconstruction process).
العملية الدقيقة والمعقدة استغرقت قرابة خمس ساعات، خرج بعدها المريض بوعي كامل، وبدون جهاز التنفس الصناعي، وبكامل حركة الأطراف، لينتقل إلى جناح الرعاية المركزة لمدة 48 ساعة تحت الملاحظة، قبل نقله إلى إحدى غرف القسم الداخلي بحالة طبية مستقرة.