تسمم الحمل… القاتل الصامت الذي يمكن منعه بتحليل بسيط في الأسبوع 12

 

تسمم الحمل من أخطر المضاعفات التي يمكن أن تواجه أي سيدة حامل ، هو لا يبدأ بألم واضح، ولا يعطي إنذارًا صريحًا ، يبدأ في صمت، داخل المشيمة، حين لا تعمل كما يجب.
وفي الوقت الذي تشعر فيه الأم بارتفاع الضغط أو تورم القدمين، يكون الخطر قد بدأ بالفعل.
لكنّ الطب الحديث لم يعد ينتظر ظهور الأعراض، بل أصبح يقرأ الخطر في دَم الأم منذ الأسبوع الثاني عشر من الحمل.

 

التحول من العلاج إلى الوقاية
هنا يبدأ جوهر الطب الحديث ، أهم ما تعلمته من عملي كطبيب نساء وتوليد على مدى سنوات، أن الإنقاذ الحقيقي لا يبدأ في غرفة العمليات، بل في العيادة قبل ظهور الأعراض.
تسمم الحمل اليوم يمكن التنبؤ به في وقت مبكر جدًا، ليس من خلال أجهزة معقدة أو أشعة متقدمة، بل من خلال تحليل دم بسيط في الأسبوع من 11 إلى 13 من الحمل، يمكن لتحاليل PAPP-A وPlGF أن تكشف لنا إن كانت المشيمة تعمل بشكل طبيعي أم لا ، لو كانت القيم منخفضة، فده معناه أن الأم معرضة لتسمم حمل مبكر، أو لمشيمة ضعيفة، أو لولادة طفل صغير في الوزن ، المذهل أن التدخل في هذه المرحلة ممكن جدًا وبسيط للغاية.

 

تحليل واحد قد يُغني عن سرير عناية مركزة
“تحليل في الأسبوع 12 قد يُغني عن سرير في العناية المركزة في الأسبوع 32." ، فحياة الأم والجنين لا يجب أن تُترك للصدفة أو الانتظار ، الأمر لا يحتاج سوى خطوة واحدة: أن نجعل الفحص المبكر جزءًا من روتين كل سيدة حامل، كما نجري تحليل السكر أو الهيموجلوبين.

 

الطب الحديث منحنا فرصة استباق الخطر
الكشف المبكر لا يحمينا فقط من تسمم الحمل، بل ينقذ الجنين أيضًا ، المشيمة الضعيفة لا توفر الأكسجين والغذاء الكافيين للجنين، فيولد الطفل بوزن منخفض أو قبل موعده ويدخل الحضّانة ، لكن عندما نكتشف الخلل مبكرًا، نتابع الحمل بدقة، ونعالج قبل أن يحدث الضرر.

 

رسالة لكل سيدة حامل
الحمل رحلة عظيمة، لكنها تحتاج متابعة علمية دقيقة من أول يوم ، لا تتركي نفسك للأعراض. لا تنتظري تورم القدم أو ارتفاع الضغط ، افحصي بدري، واعملي التحاليل في الأسبوع 12، لأن الوقاية دائمًا أسهل من العلاج.

 

تسمم الحمل ليس قدرًا…
هو اختبار لمدى استعدادنا أن نمنع الألم قبل أن يبدأ، وأن نحمي الحياة في بدايتها.

 

من رحم أم سليمة… يولد وطن أقوى
صحة الأمهات ليست قضية طبية فقط، بل استثمار في جيل جديد وجمهورية تبنى على الوعي.
فكل أم تنجو، وكل طفل يولد بصحة جيدة، هو خطوة حقيقية في بناء مستقبل أقوى للجمهورية الجديدة.

شارك هذا المقال

تعليقات المقال