حذّرت دراسات علمية حديثة من التأثيرات الخطيرة للتوتر المزمن على الدماغ، مؤكدة أن الإجهاد المستمر لا يقتصر على الحالة النفسية فقط، بل يمتد ليحدث تغييرات بيولوجية في بنية المخ ووظائفه الحيوية.. وأوضحت الأبحاث أن الجسم يفرز أثناء التوتر هرمون الكورتيزول الذي يساعد مؤقتًا في التعامل مع المواقف الضاغطة، إلا أن ارتفاعه لفترات طويلة يؤدي إلى انكماش المنطقة المسؤولة عن الذاكرة والتعلم، مقابل زيادة نشاط المنطقة المرتبطة بالخوف والعصبية، ما يضعف القدرة على التركيز ويزيد المشاعر السلبية.
كما بيّنت دراسات صادرة عن جامعة يال (Yale) أن التوتر المزمن يُضعف تدفق الدم إلى الفص الجبهي المسؤول عن التفكير العقلاني وضبط الانفعالات، وهو ما يفسر حالات العصبية المفرطة وصعوبة اتخاذ القرار التي تصاحب الضغوط الطويلة.. وأشار الباحثون إلى أن الإجهاد المستمر يقلل مستويات الدوبامين والسيروتونين، وهما مادتان أساسيتان في تنظيم المزاج والطاقة والنوم، ما ينعكس في صورة إرهاق نفسي واكتئاب وضعف بالذاكرة والانتباه، وقد يتطور الأمر إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض مثل الزهايمر على المدى البعيد.
وللوقاية من هذه الآثار، توصي الدراسات بممارسة التأمل والتنفس العميق، والنوم الكافي، وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة التي تحفّز نمو خلايا دماغية جديدة، إلى جانب العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد على إدارة الضغوط بأسلوب صحي ومتوازن.