استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية: التوازن بين الحرية والانضباط أساس تكوين شخصية المراهق

تُعد مرحلة المراهقة من أكثر المراحل تحديًا في حياة الإنسان، حيث تتشكل فيها الملامح الأولى للشخصية، ويبدأ الفرد في البحث عن ذاته وتحديد موقعه في العالم من حوله، وفي هذه الفترة الحساسة، تتقاطع العواطف بالتغيرات الجسدية والاجتماعية، ما يجعل بناء الهوية النفسية والتوازن الداخلي أمرًا بالغ الأهمية.

وفي هذا الإطار، تؤكد الدكتورة جيجي حافظ، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية وعضو الجمعية المصرية للمعالجين النفسيين، لمنصة هيلث جيت أن دعم المراهقين في اكتشاف ذواتهم وتكوين هويتهم المتوازنة ليس رفاهية، بل ضرورة أساسية لحماية الأجيال القادمة من الضياع النفسي والاجتماعي، مشددة على أن دور الأسرة هو الأساس في هذه العملية، إلى جانب المدرسة والمجتمع.

أضافت الدكتورة جيجي حافظ، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية، أن مرحلة المراهقة تُعد من أكثر المراحل حساسية في حياة الإنسان، حيث يبدأ الشاب أو الفتاة في تكوين ملامح شخصيتهما المستقلة والبحث عن هويتهما الخاصة، مشددة على أن بناء الذات في هذه المرحلة مسؤولية مشتركة بين الجميع، لما لها من تأثير بالغ على استقرار الفرد مستقبلًا.

وأوضحت أن تنمية الوعي بالذات تمثل أولى خطوات بناء الهوية، إذ يحتاج المراهق إلى فهم مشاعره وقدراته من خلال أنشطة مثل الكتابة والرسم والرياضة، التي تساعده على التعبير عن نفسه والتعرف إلى نقاط قوته وضعفه.

وأشارت الدكتورة جيجي حافظ أن ترسيخ القيم والمعتقدات داخل الأسرة أمر محوري في تكوين الهوية، داعية الآباء إلى فتح حوارات هادئة مع أبنائهم حول قيم كالصدق والاحترام والعدل، لتكوين وعي مستقل بعيد عن التقليد الأعمى أو ضغط الأقران.

كما شددت على أهمية منح المراهقين حرية اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، لأن الحماية الزائدة تُضعف الشخصية، وأوصت بالسماح لهم بتنظيم أوقاتهم ومناقشة نتائج قراراتهم بشكل بنّاء.

وتابعت حافظ أن الاستقلالية لا تعني غياب التوجيه، فالمراهق يحتاج إلى مساحة يتحرك فيها ضمن حدود واضحة توفر له الأمان. كما أكدت أهمية العلاقات الاجتماعية الصحية التي تُعزز الشعور بالانتماء، مثل الانضمام إلى الأنشطة الجماعية والرياضية.

واختتمت الدكتورة جيجي حافظ حديثها بالتأكيد على أن بناء هوية متوازنة يتطلب مزيجًا من المساحة للتجربة، والأمان للرجوع، والقدوة الصالحة، مشيرة إلى أن المراهق عندما يشعر بأنه مسموع ومفهوم ومقدر، يصبح أكثر وعيًا بذاته، وأكثر قدرة على قيادة مستقبله بثقة واستقرار.

شارك هذا المقال

تعليقات المقال