شعبة الأدوية تطالب بسرعة حل أزمة أدوية "الفشل الكلوي": حياة المرضى على المحك

تشهد مصر هذه الأيام أزمة صحية تمس شريحة واسعة من المواطنين، تتمثل في نقص حاد في أدوية الفشل الكلوي، وبالأخص حقن إيبركس (Eprex) وابيوتين (Epoetin)، اللتين تُعدّان من الأدوية الأساسية التي لا غنى عنها لمرضى الفشل الكلوي المزمن. 

هذه الأزمة تتفاقم يومًا بعد يوم، مهددة حياة آلاف المرضى الذين لا يملكون رفاهية الانتظار أو التأقلم مع نقص هذا الدواء.

لماذا هذه الأدوية مهمة؟
يعاني مرضى الفشل الكلوي من فقر دم مزمن نتيجة عدم قدرة الكلى على إنتاج مادة "الإريثروبويتين" التي تحفّز نخاع العظم على إنتاج كريات الدم الحمراء. 

وهنا يأتي دور حقن إيبركس وابيوتين، التي تحتوي على مادة "إيبويتين ألفا"، لتعويض هذا النقص وتقليل الحاجة إلى نقل الدم، مما يحسّن جودة حياة المريض ويقلل من المضاعفات.

بدون هذه الأدوية، تتدهور صحة المريض سريعًا، حيث يعاني من أعراض مثل: تعب شديد وضعف عام، دوخة مستمرة، انخفاض المناعة وزيادة فرص العدوى، مضاعفات قلبية خطيرة.

وقال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرف التجاربة، إن أسباب نقص هذه الأدوية تتعدد ويمكن تلخيصها في ارتفاع تكلفة الاستيراد بسبب تقلبات سعر الدولار، وتأخر الإفراج الجمركي عن الشحنات الدوائية الحيوية، وخسائر تسعير الأدوية التي تُثني الشركات عن التصنيع أو الاستيراد، فضلًا عن ضعف التخطيط الدوائي وغياب بدائل محلية كافية.

ووفق "عوف" فقد أدى هذا النقص إلى تداعيات خطيرة على المرضى، من بينها انخفاض شديد في نسبة الهيموجلوبين في الدم، وزيادة الحاجة إلى عمليات نقل الدم داخل المستشفيات، بما يحمله ذلك من مخاطر صحية وتكاليف مالية، واضطرار البعض إلى اللجوء إلى السوق السوداء بأسعار خيالية، أو تقليل الجرعات، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.

وشدد على ضرورة الإسراع بتوفير حقن إيبركس وابيوتين في جميع وحدات الغسيل الكلوي على مستوى الجمهورية، وتسهيل إجراءات الإفراج الجمركي عن الأدوية الحيوية ومنع أي تعطيل بيروقراطي، وتشديد الرقابة على توزيع الأدوية لمنع الاحتكار أو التلاعب، وإعادة النظر في سياسات تسعير الأدوية بما يحقق التوازن بين القدرة على الإنتاج والتكلفة على المواطن.
 

شارك هذا المقال

تعليقات المقال